وسط البحر الهايج ...بطرس و بولس يتحدثان

قعد الأتنين يتكلموا و يفتكروا احداث الماضي الحاضر في كل ثانية من حياتيهما.كان محور الحديث عن البحر الهايج، كل واحد منهم ليه خبرة مع البحر الهايج،الاتنين اختبروا البحر و عارفين اسراره.

بطرس: آآآآآآآآآآآه يومها كان بيكلمنا عن الإيمان بيه(مر35:4) و لو كان الايمان قد حبة خردل ممكن يعمل ايه، كانه كان بينبهنا اننا نفضل واثقين فيه مهما حصل لكن يا خسارة مكناش لسة فهمنا و لا استوعبنا هو مين.اليوم ده عمره ما راح من ذاكرتي كنا رايحين جدارا(لو 26:8).
نزلنا الميه و ابتدينا نجدف و احنا في وسط الميه، فجاة قامت ريح شديدة و ابتدت المية تحدف السفينة يمين و شمال و تدخل المركب، لسة صوت الريح العاتي بيضرب في وداني و كاني قاعد دلوقتي في السفينة، ابتدينا كل واحد يعمل اللي يقدر عليه اللي يخرج المية و اللي يحاول يوجه الدفة. كنا بنحاول نقاوم بعزم قوتنا بس مفيش فايدة ! 


و أنتبهنا، هنا انتبهنا انه كان نايم في مؤخرة السفينة، جري واحد مننا يصحيه وهو بيصرخ الحقنا يا معلم السفينة بتغرق قوم قبل ما نضيع كلنا.
مش قادر انسي منظره وهو نايم كان حاطط دماغه علي المخدة و وشه بيضحك و مليان بالسلام حسيت احساس مقدرش اوصفه.
كنت بناديه يقوم، بس من جوايا كنت مستغرب ازاي محسش باللي احنا فيه ازاي نايم وسايبنا كده ازاي؟!

فتح عنيه زي ما تتفتح الوردة في وش الشمس، و لسه هادي و ساكت و بصلنا بنظرة عتاب انا عارفها كويس، و اتقدم للمقدمة و رفع يده وقال للبحر أخرس و ابتدي البحر يهدي لكن لسة فيه امواج ضعيفة و فتح فاه و أمره أبكم، صوته سمَّع كل المراكب الصغيرة اللي حوالينا(مر36:4)

وقف البحر كما لو كنا في وسط الصحرا مفيش انسان بيتكلم ولا ريح كانت معدية و منفوخة بتلعب بينا زي ما يلعب البلياتشو في المسرح، هدوء عظيم ساد لدرجة اننا سمعنا صوت الصمت من شدته!

و بصلنا بنفس نظرة العتاب وقال يا قليلي الإيمان خفتم ليه و انا معاكم؟

رد عليه ذهولنا وصمتنا و استغرابنا! كأنه سمعنا بنقول انت مين ياللي عملت في البحر كده؟

بولس: كنت لسة أسير قيودي ورايح روما لما نزلنا البحر(اع:27) نصحت الربان ان السفر ده مش مضمون لكنه عاند عشان المكان لا يصلح للمشتي.
و لما هبت الريح فردوا القلوع، و بعد فترة حصل اللي كنت خايف منه الربان فكر ان الريح مواتيه و ميعرفش انها ريح جنوبية مخادعة، اوروكليدون - ده اسم الريح - هاجت علينا و  لعبت بينا زي البلياتشو في المسرح علي رايك، و مقدرناش نقاومها فسابوها للريح ترميها زي ما ترميها، حاولنا نخفف الاحمال ونرمي التقل في الميه وسيطرنا علي السفينة شوية بشوية كنا لسة مخلصين صيام وكنت منتعش بالروح.  و انا معاهم في الوقت ده افتكرت مرقس لما حكالي عن اليوم بتاع السفينة لما كنتوا حتغرقوا في البحر يا بطرس.

قولت لربنا انا عارف ان لسة وقتي مجاش و انت مش حتسيبني للامواج.

كنت بتخيل نفسي و انا بسحب المخدة و انام جنبه في مؤخرة السفينة، حسيت أنه بيحتضني زي ما والدي كان بيعمل زمان لما أنام جنبه عشان يدفيني من البرد{1}. كنت عارف اني في امان طالما هو عايش فيا، كنت متاكد انه مش حايسبني.

ينظر إلي بولس احد الاخوة و يطل السؤال من عينيه، لماذا هذا الاحساس؟

يلتقط بولس السؤال و هو ينظر لعيني ذلك الاخ قائلا: اكلته{2} ايوة اكلته لأنه شفاء النفس و الجسد معا، اكلته فمت عن الماضي وعاش هو فيا. 


فاكر يا يوحنا يوم ما جالكم ماشي علي البحر؟ فاكر انت ازاي قلتلي انه سحق راس التنين اللي ساكن المية{3}.

كنت حاسس برضه انه راح يسحقه و يهدي العاصفة و املي فيه مخابش.بعتلي ملاك يعرفني بان السفينة دي بتاعته و انه نقشها بركابها و اخشابها علي كفه. هما سلموا للريح اما انا فسلمتله نفسي و سلمتله السفينة. 


و فعلا هدي الريح وهدانا علي المينا.ووصلنا و كان للرب في السفينة و في المكان اللي رسينا فيه شعب غفير.ايييييييييييييييييييييييييييه كان وقت صعب لكنه مليان بالسلام.قوموا نصلي و نشكر ملك السلام.

يقوم الجميع  مرتلون: سبحي الرب يا اورشليم سبحي إلهك يا صهيون لأنه قد قوي مغاليق ابوابك...........(مز147) .

يا تري احنا بنحاول نصحي يسوع يهدي العاصفة زي بطرس ولا اخدنا المخدة و نمنا جنبه زي بولس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{1} أضفت هذا المقطع عن الأب الذي يحتضن ابنه بعد أن أتحفني به تعليق أحد صديقات المدونة علي الفيس بوك.
{2} في سر التناول.
{3} من صلوات اللقان في الطقس القبطي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخلاص كما تشرحه التسبحة القبطية

شروحات و تأملات علي الليتورجيا (صلاة الشكر)

الأصحاح الأول من سفر التكوين ... بين العلم و الكتاب المقدس