المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٣

إنجيل التجربة مقدمة تفسيرية

هذا المقال هو محاولة تفسيرية لفهم الرسالة الأساسية التي يحاول إنجيل التجربة ـ الذي تقرأه الكنيسة القبطية في الأحد الثاني من الصوم المقدس ـ إيصالها إلى القاري المسيحي أو اليهودي، ما سأقدمه هنا في هذا المقال قد استعنت فيه بعدة مراجع خارجية ـ ستجدونها في الهوامش ـ لكن أغلب ما سأكتبه هنا هو نتاج مجهود شخصي في محاولة ربط نصوص الكتاب المقدس بعضها ببعض لذلك أرجو من أصدقائي دارسي الكتاب المقدس أن يحيطوني علمًا بمدى دقة و توافق ما فيه مع دراساتهم العلمية. ذُكرت أحداث التجربة في الأناجيل الثلاثة الأولى و يمثل إنجيل مرقس الرواية الأبسط و الأسبق التي استعان بها الإنجيليين الآخرين في تكوين نصيهما و توصيل مفهومهما اللاهوتي. تقرأ الكنيسة القبطية أحداث أناجيل التجربة من أناجيل مرقس و لوقا و متى في قراءات عشية و باكر و القداس على الترتيب و سيكون تركيزي هنا بالأساس على إنجيل متى باعتباره إنجيل القداس و سأستعين بإنجيلي مرقس و لوقا إذا لزمت الحاجة. و لكي نفهم النص فهما صحيحا علينا ان نربطه بما قبله و ما بعده من نصوص، وهو ما سأحاول فعله بمشيئة الله. مقدمة : يبدأ إنجيل متى بإعلان شخص

تأملات على أحد الأسبوع الأول (هرقل)* من الصوم المقدس

صورة
كنيستنا القبطية تحمل في قلبها مكانة خاصة للصوم الكبير فهو الصوم الذي تلتقي في نهايته بعريسها المصلوب و القائم حبًا فيها. تبدأ الكنيسة صومها بأحد (الكنوز) لتوجه نظر أبنائها نحو الله مدربة إياهم في طريق الصوم و اليوم تبدأ رحلتنا مع الأحد الأول الذي صاغت الكنيسة قراءاته بإرشاد روحي عجيب أنذهل كلما وقفت لأتأمله. في قراءات عشية : تصرخ الكنيسة مصلية مع داود المرتل >> استمع يا الله عدلي واصغ إلي طلبتي. وانصت إلي صلاتي من شفاه غير غاشة. ليخرج من وجهك قضائي. عيناي لتنظر الاستقامة: هلليلوياه. << (مز 16: 1-2 س،مز 17: 1-2 م) .تبدأ الكنيسة بصراخ نحو الله أسمع يارب لأني تذللت أمامك لأني عروسك التي أرضتك يارب، أحكم لي و أنصرني علي هذا العالم و لتنظر (عيناي) الاستقامة. و تبدأ الكنيسة بقراءة فصل الإنجيل من (مت 6: 34 ، 7: 1- 12) و سأحصر التأمل في مايلي : 1-         {لا تدينوا لكي لا تدانوا؛ فإنه بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم}. وهنا نعود للمزمور حيث تطلب الكنيسة من الرب أن يحكم لها لا عليها؛ فلسانها غير غاش و لا يحمل إثم. فهي أحبت عريسها و تطهرت بدمه القدوس.