المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٢

الثائر الأعزل : مهمة الكنيسة الخلاصية

صورة
ما يدهش في فكر الأسقف روميرو هو أنه رغم الشقاء الذي تعانيه كنيسته، و رغم تشديد العمل المباشر للقضاء على الأضطهاد و البؤس، لم ينسَ و لم تغب عن عينيه غاية الكنيسة الاساسية و جوهر رسالتها ألا وهو تخليص البشر من الخطيئة و توعيتهم لكرامتهم؛ لأن الكنيسة الحية نور للعالم . " يقول المسيح لتلاميذه : (( اقبلوا الروح القدس )). و يشرح لهم : (( كما أرسلني الآب ارسلكم أنا )). فالكنيسة نشات مع نسمة روح المسيح. و لن تكون رسالتها في العالم و عبر الاجيال إلا إعلان موته و قيامته. فهي تقيم الطقوس و تبشر بالكلمة لهدف واحد : التخلص من الخطيئة و التحرر من العبوديات. و انتشال الناس من عبادة الاصنام و إعلان الإله الوحيد الذي يحبنا. هذه هي مهمة الكنيسة الصعبة، و هي تعلم أنها حين تقوم بها تنال الصليب و الخزي فعليها إذًا ان تستعد لذلك، و ان تخضع مثل المسيح ــ إذا لزم الامر ـــ للإذلال و الاضطهاد و الصلب و الاستشهاد في سبيل الّا تخون رسالتها. ************   ما من شيء يهم الكنيسة أكثر من الحياة الإنسانية. خاصة عند الفقراء و المظلومين. لأنهم بشر وه

الثائر الأعزل : الكنيسة و العنف

صورة
قررت نشر العظة دي بدري شوية عن ميعادها بعد ما شهدته بلادنا من عنف في اليومين الماضيين. ********************** إذا كانت الكنيسة لا تدعو إلى أزمة إذاكان الإنجيل لا يزعج البتة و إذا كانت كلمة الله لا تثير و لا تنقد خطيئة المجتمع الذي تُعلَن فيه فأي إنجيل هذا و أي كلمة فالوعظ الذي يرغبه بعض الناس هو أن يسمعوا خواطر جميلة و تقية لا تضايق أحدًا و الوعَّاظ الذين لا يطرقون الموضوعات الحرجة لكي لا يزعجوا أحدًا و لكي يتجنبوا المشاكل و المتاعب لا ينيرون الحياة اليومية مُطلقًا و لا يملكون شجاعة بطرس الذي أعلن الحقيقة لمن لُطِخَت أيديهم بدم المسيح و هو يعلم ان هذا سيكلفه حياته هذا هو إنجيل الشجاعة، الخبر السار الذي بشَّر به الآتي ليمحو خطئية العالم [يسوع المسيح] ************************************ نحن لا يمكننا ان نفهم جيدًا صفحة التطويبات في الإنجيل. لذلك يظن الشباب أنه بالمحبة التي تذكرها التطويبات لا يمكنهم ان يبنوا عالمًا أفضل، فيختارون العنف و حرب العصابات. ليكن واضحًا لدى الجميع : لن تسلك الكنيسة أبدًا هذا السبيل و لن تختار طريق العنف

الثائر الأعزل : الكنيسة السائرة 2

صورة
في قداس رسامة كاهنين، وضح الاسقف روميرو كيف تنقد الكنيسة الخطيئة،و شبه رسالتها برسالة الانبياء الذين لم يسكتوا على خطايا الشعب. و قرعوا الضمائر؛ فعذبتهم قوى الشر و قتلتهم   من السهل جدا أن يبقى ناقل الكلمة (يقصد الكاهن) في الروحانيات الصرفة لا يزعج احدًا و أن لا يكترث بأحداث بلده، و يقول كلمات عامة لا تخلق المشاكل ولا تكون منبعا للنزاعات لكن هذا ليس من سمات الكنيسة الأصيلة لأن ما يميزها هو الكلام الصارم، ككلام الأنبياء الذين يعلنون للشعب آيات الله لكي يجعلها الشعب نصب عينيه فإذا ارادت الكلمة أن تنقد خطايا الناس عليها ان تطلب منهم ان يزيلوا الخطيئة من قلوبهم و من جماعاتهم و قوانينهم و منظماتهم التي تظلم و تسجن و تتعدى على حقوق الله و الإنسانية وهو كلام يثير النزاعات و الاضطهادات  الثائر الاعزل، الأب سامي حلاق اليسوعي   ص29- 30