الثائر الأعزل : الكنيسة و العنف
قررت نشر
العظة دي بدري شوية عن ميعادها بعد ما شهدته بلادنا من عنف في اليومين الماضيين.
**********************
إذا كانت
الكنيسة لا تدعو إلى أزمة
إذاكان
الإنجيل لا يزعج البتة
و إذا
كانت كلمة الله لا تثير
و لا
تنقد خطيئة المجتمع الذي تُعلَن فيه
فأي إنجيل
هذا و أي كلمة
فالوعظ
الذي يرغبه بعض الناس
هو أن
يسمعوا خواطر جميلة و تقية لا تضايق أحدًا
و الوعَّاظ
الذين لا يطرقون الموضوعات الحرجة لكي لا يزعجوا أحدًا
و لكي
يتجنبوا المشاكل و المتاعب
لا
ينيرون الحياة اليومية مُطلقًا
و
لا يملكون شجاعة بطرس
الذي
أعلن الحقيقة لمن لُطِخَت أيديهم بدم المسيح
و
هو يعلم ان هذا سيكلفه حياته
هذا هو إنجيل
الشجاعة، الخبر السار
الذي بشَّر
به الآتي ليمحو خطئية العالم [يسوع المسيح]
************************************
نحن لا
يمكننا ان نفهم جيدًا صفحة التطويبات في الإنجيل.
لذلك
يظن الشباب أنه بالمحبة التي تذكرها التطويبات
لا
يمكنهم ان يبنوا عالمًا أفضل، فيختارون العنف و حرب العصابات.
ليكن
واضحًا لدى الجميع :
لن
تسلك الكنيسة أبدًا هذا السبيل
و
لن تختار طريق العنف
لأن
الكنيسة تختار طريق المسيح وهو التطويبات
أنا لا أتعجَّب أن يفهم الشباب ذلك
لأنهم بطبيعتهم قليلو الصبر، و يريدون فورًا عالمًا أفضل
لكن المسيح حين بشّر بالتطويبات منذ عشرين قرنًا
كان يعلم انه يُشعِل ثورة أخلاقية بعيدة الأمد
لكننا لا
نرتد إليه و نبتعد عن أفكارنا الدنيوية إلّا ببطء.
********************************
حين
تنتقد الكنيسة أعمال العنف الثورية
فإنها
لا تنسى أنه هناك عُنفًا أوليًا [من السُلطة]
و أن عنف
المُضطَهَدين لا يُقمع بقوانين متحيزة
ولا
بالاسلحة او بالسُلطة التعسفية.
لابد
لنا من تجنب أعمال العنف الثوري
و
ذلك لا يتم، كما يقول البابا، إلّا بتضحيات شجاعة
تزهد
في كثير من وسائل الراحة
ما
دامت العدالة مفقودة بيننا، فستكون هناك نوبات حمى ثورية
و
رغم أن الكنيسة لا توافق على الثورات الدموية ولا تبررها
فإنها
لا تستطيع أن تدين صرخات الحقد
ما
لم يُبذَل جهد ظاهر لإزالة أسباب قلق مجتمعنا
هذا هو موقف الكنيسة: ان تكون مسرح نزاعات فظيعة [أي يقوم الخدام فيها
بتبني معاناة البشر وصراعهم من أجل الأفضل]
فهو التعبير عن أمانتها لعدالة
الله و لإنجيل سيدنا يسوع المسيح.
الأسقف : أوسكار روميرو
عن كتاب الثائر الأعزل: للأب سامي حلاق اليسوعي
ص39- 41
تعليقات
إرسال تعليق