حكم البراءة

 
خبط الباب في ليلة جميلة
تاك تاك و اتفتح الباب
لقيت قدامي راجل ملو الهدوم
طول بعرض..علي جببينه بياض
يمكن ناصري دي شيمتهم و ده الجمال
أصل دول معروفين يغوا البنات
ده ناصري بصتله و بصيت ع الهدوم
ايه الطلب ..؟
رد الغريب وقال أعيشلي ليله من غير هموم
وأشمعنه انا ....قالوا انك ف الحسن مالك زي
يا جوهرة و عسل شفايفك يغمي نور القمر
ما يبانله ضي
دخل الراجل و فتحتله الباب ...علي الآخر
و ابتديت اصب الخمرة في كاس فاخر
اصلي انا مطلوبة من كل البشر
حية تتلوي بكل باب في الليل الجميل
و في النهار البد في جحري ما يبانلي اثر
ده غني والمال نهر جاري بين ايديه
و ده فقير مش لاقي يتجوز
أو مراته منكدة عليه
اجتمع الكل تحت رجلي و الأمر أمري
والشورة شورتي
ملكة حطوني علي كل القلوب
والخلق تجري تتمني بس نظرة
لما يسمعوا دق الكعوب
المهم بدينا نشرب
و النشوة شهد مكرر.....
و الفضيلة ده شيء رهيب من بيتنا يهرب
رجعنا ابليس لحالنا الأول زي آدم في الجنة ويا حوا
كنا عرايا من الهدوم ومن الفضيلة
مات الضمير لأجل ما يصحي الحب
علي سرير الرزيلة


وفجأة خبط الباب مرة تانية وسمعت دق
كما الساعة قامت ف ثانية
و صوت غليظ رمي في قلبي الرعب
احنا يهود ...أرجموهم زي ما قال موسي
لأ احرقوهم..و اقفلوا دار البغا
 وادفنوا فيها الأنوثة
قام الشاب ولبس هدومه في لمح البصر
فتح الشباك ونط..و اختفي ما عرفت أشوفه من سرعته
ووسط الخطر...الباب انكسر
وشفت واحد انا عارفاه
اصله زبون قديم...لكن من بره هو عظيم
رئيس من رؤساء الشعب
اصله الكريم ابن الكريم
جروني علي الأرض بعد الضرب و البهدلة
ووسط الجمع الهايج
سمعته بيكلم زميله
فخ محكوم حنوديها للي اسمه يسوع
عاملي نبي...وبيشتمنا احنا اللي
قعدنا علي كرسي موسي
من قبل ما يكون له وجود

و خطوة خطوة  ...يسوع اهه
اتقدمت نحوه الحشود
قالوا انه ناصري
و صرخت لأ ايش حيفرق هو عن اليهود ده نبي
نفس الغرة ونفس البياض الناصري
يا قلبي لا تحزن من ناصري لناصري
خاطي زي الأول أو زي التاني نبي
مش فارقة..


وقف الركب...و اتقدم الكريم ابن الكريم
يا معلم أمسكناها في ذات الفعل
رد الناصري بصوت حنون
حسيت بالسلام واختفت من لهجته كل الشجون
رده كان عجيب "وايه المطلوب"

رغم الدهشة علي كل الوجوه من كلمته
ردوا اليهود
"موسي قال دي تترجم..وانت ايش فيها تقول"
سكت شوية..وعيني عليه كانت رايحة وجاية
يبصلي اترعب.......لكن نظراته مليانه حب
بصلهم ...وركع الأرض وابتدا يكتب بايده
قدام كل الرجال
وقفت الكتابة ووياها وقفت ايديه
ووقف
قالهم جملة ظلت في ودني ترن
اللي عايش من غير خطية مستعبداه
يمسك حجر يرميها بيه وانا وراه امسك حجر
منظر عجيب...هبت نسايم
وانحنت قدام الناصري اغصان الشجر
وسمعت اصوات الحجارة وهي علي الأرض نازلة
و كل واحد بيجر ديل خيبته وفضيحته اللي فاحت
و لقيت نفسي وحدي ويا الناصري
استغربت هو ليه عمل كده
معرفتش انه رب الشريعة ورب موسي واليهود
اله رحوم اله غفور اله ودود
سمعت صوت في عقلي يقول
شفتك عريانة وعورتك مرتع لأنياب الديابة
فغطيتك ونضفتك...وا خدتك ليا خطيبة

وسمعت صوته
"فين اللي دانوكي اما دانك احد"
قلتله والدمع من عيني يسيل
"لأ يا سيد...وازاي اردلك الجميل"
أنا مش حدينك اذهبي لا تخطئي
و ان دقت الخطية علي بابك منها اهربي
و الدمع سال اكتر غزارة
من الناصرة بس ده
رمز النقاوة والطهارة
وطيت علي رجله ابوس
مد اديه قومني
قلي دلوقتي انتي نقية يا عروس
و كلمته كانت هي حكم البراءة
قمت اتنفضت و دبت في قلبي الجراءة
"شكرا يا سيد"
كانت آخر كلمات الوداع ...و الدمع نازل
وفضلت كلماته ف ودني
تعزف لحنها كل ما اغني الحكاية علي الربابة
و فضل حبيبي اعيشله عمري في رضاه
بعد ما صرت بتول...بعد الزني ونهش الديابه

مايكل ميلاد
10/9/2011



تعليقات

  1. مايكل... أنا اعشق تلك القصيدة جدا جدا جدا
    ربنا يباركك

    ردحذف
    الردود
    1. و يباركك أنت أيضًا يا روماني يا قديس :)

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخلاص كما تشرحه التسبحة القبطية

شروحات و تأملات علي الليتورجيا (صلاة الشكر)

الأصحاح الأول من سفر التكوين ... بين العلم و الكتاب المقدس