الكنيسة و الكون - 1


الكنيسة و الكون[1]

   لاحظ دارسوا الكتاب المقدس وجود تماثل ما بين وصف الكون كما ورد في الأصحاحات الأولي من سفر التكوين (ايام الخليقة السبعة، أركان عدن و الجنة التي بداخلها و التي عاش فيها آدم .....) و النموذج الذي أقيمت عليه خيمة الاجتماع و وجدوا أيضًا أنه هو نفس النموذج الذي أتبعه سليمان حينما أراد بناء الهيكل ولا يفوتكم هنا أن موسي قد أقام خيمة الاجتماع كالمثال السماوي الذي أراه الله إياه حينما كان علي الجبل[2]

و إليكم بعض من هذه التماثلات:



1-السماوات (كرسي الله (أش 66: 1) الذي يخرج منه نهر الحياة "رؤ 22: 1-2)" ) تماثل عدن (المكان الذي يخرج منه أنهار لتسقي الجنة "تك 2: 10") و تماثل قدس الأقداس (حيث تابوت العهد الذي يسمي كرسي الرحمة و الذي يحل عليه مجد الله و يأخذ الكاهن من الدم المرشوش عليه يوم الكفارة ليطهر به باقي المواضع المقدسة و يكفر نجاسات الشعب "لا 16").

2-الأرض (موطئ قدمي الله"أش 66: 1") تماثل الجنة (حيث عاش آدم) و تماثل القدس وهو (مكان خدمة الكهنة علي مدي 364 يومًا في السنة) .

3-البحر و يمثل الدار الخارجية .  

4-آدم كانت و ظيفته في الجنة أن ‘‘يعملها و يحفظها’’ و هذا مرتبط أيضًا بالعهد (الوصية) الذي قطعه الله معه، و نفس الفعلين يعمل و يحفظ حينما وردا في العهد القديم[3] فإنهما يشيران إلي عمل الكهنة في حراسة خيمة الأجتماع و تقديم العبادة. و هذا و قد استقر في الوجدان اليهودي أن الكاهن علي الأرض لابد و أن له نظير سمائي (بما ان المسكن المقدس أُقيم علي مثال سمائي) يخدم أمام الله[4]

   مما سبق يمكن أن نستنتج الآتي :


1-صور الكتاب المقدس جنة عدن كما ايضًا خيمة الاجتماع و هيكل سليمان علي أنه مثال مصغر للكون.


2-صور الكتاب المقدس آدم ككاهن عن الخليقة التي تستمد حياتها كما يستمد هو أيضًا حياته من الله نفسه.


3-كانت و ظيفة آدم ككاهن عن الخليقة أن يعملها و يحفظها و يقدمها لله في أبهي صورها. كما أعتبر الكهنة أيضًا خدمتهم في القدس و في قدس الأقداس و عملهم في التكفير عن الناس و المواضع المقدسة عمل ذا بعد كوني(حيث خيمة الاجتماع و الهيكل يمثلان الكون كله)، فخدمتهم لا تمتد فقط لبني جنسهم بل هي خدمة كونية بسببها يحفظ الله العالم و يطهره و يمده بالحياة.


يتبع >>>  


[1] المراجع الأساسية لهذا المقال هي :
مجلة مدرسة الإسكندرية، السنة الثالثة 2011، العدد الأول، مقال بعنوان ‘‘ الخليقة كمبني الهيكل و الإنسان مخلوق ليتورجي في (تكوين 1- 3)’’.
 مجلة مدرسة الإسكندرية، السنة الرابعة 2012، العدد الثاني، مقال بعنوان ‘‘ الكفارة : طقس الشفاء’’.  
[2] أنظر(خروج 25)
[3] أنظر مثلاً (عد 3: 7، 1 أخ 23: 32، حز 44: 14)
[4] يصور سفر يشوع بن سيراخ الحكمة كخادمة لله في المسكن المقدس (24: 10 بحسب الترجمة الكاثوليكية).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخلاص كما تشرحه التسبحة القبطية

شروحات و تأملات علي الليتورجيا (صلاة الشكر)

الأصحاح الأول من سفر التكوين ... بين العلم و الكتاب المقدس