تأملات صوفية في (اسم الخلاص) الذي لربنا يسوع المسيح (2) الحرف الأول : اليود (י) : السر الثاني


1-    علاقة اليود بعلامات الأوقات :-
لقد جعل [أي الله] الحرف ‘‘ يود’’ ملكًا و ألبسه تاجًا ...... و شَكَّل منه [بُرج] العذراء في الكون ، و [شهر] إيلول في السنة (سِفر ياتصيرا 6: 9)[1]
·    بُرج العذراء هو الكوكبة السادسة بين مجموعة البروج الأثني عشر الشهيرة و هو يقع بين (23 أغسطس  حتى 22 سبتمبر) و إيلول  هو الشهر العبري الذي يوافق (أغسطس - سبتمبر) بحسب التقويم الميلادي، و يتبعه شهر (تشري) و هو يوافق (سبتمبر - أكتوبر).

                      خُلٍقَ الدهر [العالَم / الزمن] الآتي [زمن المسيح] بالـيود                                                                              (التلمود البابلي :Menachot 29b). 

·    هذا الأقتباس التلمودي هو جزء من مناقشة دارت بين عدد من الرابيين عن معنى (إشعياه26: 4) و كان التفسير الصوفي لهذا النص هو أن الله خلق الدهر الآتي بحرف اليود في الاسم الإلهي (ياه יה) .

·       النصين أعلاه يمثلان سِرًا واحدًا خلاصيًا من شقين كالتالي :

أ -  يوجد في رؤيا يوحنا اللاهوتي نبؤة فلكية عن ميلاد المسيح المُنتظر[2] و هي :


وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَباً، وَهِيَ حُبْلَى تَصْرُخُ مُتَمَخِّضَةً وَمُتَوَجِّعَةً لِتَلِدَ. وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ: هُوَذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ سَبْعَةُ تِيجَانٍ. وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ. فَوَلَدَتِ ابْناً ذَكَراً عَتِيداً أَنْ يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ. وَاخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ. (رؤيا 12: 1- 5)

هذه الصورة الفلكية هي صورة تشكيل نجمي لبرج العذراء (المرأة الوحيدة في مجموعة البروج) 
و معها الشمس و القمر و هو تشكيل لا يحدث إلا في شهر سبتمبر.
إذاوضعنا إلى جانب هذا التفسير النبوي النجم أو الكوكب المسياني الذي رآه المجوس و هو غالبًا (الزُهرة Venus/ كوكب الصبح) بحسب (بطرس الثانية 1: 19، رؤيا 2: 28، رؤيا 22: 16) و توقيت ظهوره (مزمور 110: 3)[3] مع الأخذ في الاعتبار عدة نصوص أخرى إنجيلية و غير إنجيلية نصل بذلك إلى تاريخ معين هو   (1 سبتمبر / 2 ق.م )[4] .




ب - الجزء الثاني من السِر الخلاصي هو أن التاريخ أعلاه يوافق (1 تشري) و هو رأس السنة اليهودية Rosh HaShanah (المدنية) الجديدة و فيه يقع عيد الأبواق.  و لكن ما أهمية ذلك ؟[5]

·       هذا التاريخ هو عيد ميلاد نوح و أول أيام الخليقة الجديدة بعد الطوفان حيث انسحبت المياه و تراجعت عن الأرض .

وَكَانَ فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالسِّتِّ مِئَةٍ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ أَنَّ الْمِيَاهَ نَشِفَتْ عَنِ الأَرْضِ. فَكَشَفَ نُوحٌ الْغِطَاءَ عَنِ الْفُلْكِ وَنَظَرَ فَإِذَا وَجْهُ الأَرْضِ قَدْ نَشِفَ. (تكوين 8: 13)

·       رأس السنة أيضًا بحسب التقليد اليهودي هو اليوم الذي يفحص فيه الله أعمال البشر و يجازيهم عليها.
·       أما عيد الأبواق فكان سبتًا (الشهر السابع هو سبت مثله مثل اليوم السابع) تذكارًا لعدة أمور :
أولها : تذكار مُلك الله على شعبه و على كل الأرض و ثانيها التبويق بالقرن تذكار قرن الكبش الذي قدمه إبراهيم عوضًا عن إسحق. و أخيرًا هو تذكار نزول الله على جبل سيناء ليعطي الوصايا.

·   اما تلك السنة بالذات (2 ق. م) فبحسب Ken Elchert [6]كانت سنة يوبيل  و اليوبيل هو السنة الخمسون بعد 49 (7 × 7) سنة أي بعد سبعة أسابيع سنين. و يقول عنها الرب :


«وَتَعُدُّ لَكَ سَبْعَةَ سُبُوتِ سِنِينَ. سَبْعَ سِنِينَ سَبْعَ مَرَّاتٍ. فَتَكُونُ لَكَ أَيَّامُ السَّبْعَةِ السُّبُوتِ السَّنَوِيَّةِ تِسْعاً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. ثُمَّ تُعَبِّرُ بُوقَ الْهُتَافِ فِي الشَّهْرِ السَّابِعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ. فِي يَوْمِ الْكَفَّارَةِ تُعَبِّرُونَ الْبُوقَ فِي جَمِيعِ أَرْضِكُمْ. وَتُقَدِّسُونَ السَّنَةَ الْخَمْسِينَ وَتُنَادُونَ بِالْعِتْقِ فِي الأَرْضِ لِجَمِيعِ سُكَّانِهَا. تَكُونُ لَكُمْ يُوبِيلاً وَتَرْجِعُونَ كُلٌّ إِلَى مُلْكِهِ وَتَعُودُونَ كُلٌّ إِلَى عَشِيرَتِهِ. يُوبِيلاً تَكُونُ لَكُمُ السَّنَةُ الْخَمْسُونَ. لاَ تَزْرَعُوا وَلاَ تَحْصُدُوا زِرِّيعَهَا وَلاَ تَقْطِفُوا كَرْمَهَا الْمُحْوِلَ. إِنَّهَا يُوبِيلٌ. مُقَدَّسَةً تَكُونُ لَكُمْ. مِنَ الْحَقْلِ تَأْكُلُونَ غَلَّتَهَا. فِي سَنَةِ الْيُوبِيلِ هَذِهِ تَرْجِعُونَ كُلٌّ إِلَى مُلْكِهِ (لاويين 25:8 - 13)


·       فسنة اليوبيل إذًا هي سنة عتق للعبيد و رد الحقوق إلى أصحابها و فكاك الأرض من تعب الزراعة و الحصاد . هي سنة سبتية مثل السنة التي قبلها هي سنة راحة و إطلاق لكل الخليقة.

** سر (اليود) الثاني إذًا هو سر  الدهر الجديد و الخليقة الجديدة في المسيح يسوع التي دشنها بميلاده من عذراء في عالمنا .











[1] سِفر ياتصيرا ספר יצירה أي كتاب التشكيل و هو أقدم نص صوفي يهودي يُرجح كتابته في الفترة بين (2 ق.م - 2 م).
[2] تُفسر ثيؤطوكية الخميس القطعة الثامنة  هذه الرؤيا بأن المرأة هي (العذراء) و الشمس هو (مخلصنا) و القمر هو (يوحنا المعمدان) و الإثنا عشر كوكبًا هم (التلاميذ). 
[3] بينما النص الماسوري يقول حرفيًا {من الرحم من السَحَر، لك طل ولادتك} النص السبعيني يقول {من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك} (مزمور 109 : 3 سبعينية).
[4] لشرح وافٍ لهذا الرأي يمكن الرجوع إلى  :  Dieter Koch, The Star of Bethlehem, 4th edition   و الصورة أعلاه من نفس الكتاب لشكل السماء يوم (1سبتمبر / 2ق.م) و هو التاريخ الذي أميل إليه. 
 تؤكد نفس التاريخ و لكن بالاعتماد على كوكب (المشتري Jupiter  / الكوكب الملكي) لكن الباحث لم يأخذ في الاعتبار خصوصية الزهرة كنجم ملكي في التراث اليهودي على أي حال هذا لا يؤثر في التاريخ فكما نرى من الصورة أعلاه أن المشتري مثل الزهرة كلاهما في تراصف مع كوكبة الأسد (رمز قبيلة يهوذا) .
[6] أنظر هامش رقم 4.
































تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخلاص كما تشرحه التسبحة القبطية

شروحات و تأملات علي الليتورجيا (صلاة الشكر)

الأصحاح الأول من سفر التكوين ... بين العلم و الكتاب المقدس