شروحات و تأملات في الليتورجيا (الصلاة الربانية)


هذه التدوينة بدء لعدة تدوينات عن شروحات و تأملات في الليتورجيا القبطية و أبدأ هنا بالصلاة الربانية التي علمها لنا الرب يسوع نفسه و هي صلاة بسيطة مفرحة، سهلة الحفظ للكبير و الصغير، متاحة ليصلي بها الغني و الفقير، القاريء و الأمي؛ باختصار هي العمق و البساطة بآن معًا. فالسيد المسيح قال لتلاميذه " 7وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ، فَإِنَّهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ بِكَثْرَةِ كَلاَمِهِمْ يُسْتَجَابُ لَهُمْ.8فَلاَ تَتَشَبَّهُوا بِهِمْ. لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ." (مت 6)
و ردت الصلاة الربانية في إنجيلي متي و لوقا و فيما يلي أورد النصين متقابلين مع توضيح الفرق بينهما.

مت6 : 9- 14
لو 11: 2- 5
«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.
فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ، وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ».
  

و هذه الصلاة الربانية التي علمها السيد المسيح لتلاميذه لم تكن شكلا ليتورجيا جديدا لكن الرب أعاد ال Tefila أي ‘‘الصلاة’’ التي كانت تتلي في الكنيس اليهودي في خاتمة العبادة يوم السبت، و كانت تتلي أيضا ثلاثة مرات في اليوم، و هي :
"أبانا و ملكنا، ليتقدس اسمك، لتثبت مملكتك في كل الأرض، ليتقدس اسمك في سماء السماوات، أعطنا أن نأكل الخبز السماوي، أغفر لنا لأننا خالفنا وصاياك، أحمنا من الشر في سبل التجربة، لأن لك الملك و المجد و القوة إلي الابد".[1]
كما نجد جملها متوازية مع عدة مواضع كتابية،كما نجدها متوازية مع عدة مواضع في التلمود خصوصًا صلوات البركة  Barakhothو سأضع هذه المتوازيات داخل الشرح.

تعليقات علي نص الصلاة :

 ‘‘أبانا الذي في السماوات’’ :


يُعَد تعبير "أبانا الذي في السماوات" أو "الأب السماوي" دمج للعددين (15، 16) من الأصحاح (63) من سفر أشعياء النبي حيث يقول ‘‘تَطَلَّعْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَانْظُرْ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِكَ وَمَجْدِكَ: أَيْنَ غَيْرَتُكَ وَجَبَرُوتُكَ؟ زَفِيرُ أَحْشَائِكَ وَمَرَاحِمُكَ نَحْوِي امْتَنَعَتْ. فَإِنَّكَ أَنْتَ أَبُونَا وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْنَا إِبْرَاهِيمُ، وَإِنْ لَمْ يَدْرِنَا إِسْرَائِيلُ. أَنْتَ يَا رَبُّ أَبُونَا، وَلِيُّنَا مُنْذُ الأَبَدِ اسْمُكَ.’’  

كما نجد هذا التعبير يرد في  (التلمود البابلي: (Talmud - Mas. Pesachim 85b  و نجد نص يقول ما يلي ‘‘لا يقدر ولا حتي سور حديدي علي عزل إسرائيل عن أبيهم الذي في السموات.’’
و أيضًا في Talmud - Mas. Pesachim 112 ) : التلمود البابلي) نجد نص يقول ‘‘كونوا أقوياء كالفهد، سريعين كالنسر، متكتلين كالغزلان، و بواسل كالأسد، لتنفذوا مشيئة أباكم الذي في السموات.’’ وهذه الأمثلة هي بعض من كل.
و فكرة أبوة الله لم تكن فكرة جديدة علي التلاميذ، بل هي فكرة متأصلة في الوجدان اليهودي فالله يدعو شعب إسرائيل "ابنه البكر"(خر4: 22)، و في موضع آخر يقول عنهم "ربيت بنين و نشأتهم"(أش1: 2). فالتلاميذ كبقية اليهود يعرفون معني أبوة الله و رعايته لهم و لآبائهم؛ تلك الابوة التي يشهد بها كل العهد القديم.
لكن الأبوة الإلهية في الفهم المسيحي لله تأخذ بعدًا أعمق فهي لم تعد فقط أبوة الخالق الذي يرعي شعبه و يدبر حياتهم أو بالأحري لم تعد مجرد حنو للسيد علي عبيده فحسب بل أتخذت معني أعمق إذ أن المؤمنين المسيحيين هم ابناء الآب لأنهم أولاً متحدين بابنه ، فنحن صرنا ابناء ؛ لأننا أعضاء الابن الوحيد.

يقول القديس ايرينيوس :

 ‘‘فإنه لهذه الغاية قد صار الكلمة إنسانًا،وصار ابن الله ابنًا للإنسان؛ لكي يتحد الإنسان بالكلمة، فينال التبني ويصير ابنًا لله.’’ (ضد الهرطقات3: 19).

كما أن الله نفسه أعطانا "رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:"يَا ‍أَبَا الآبُ". (رو8: 15). نحن صرنا ابناء الله حقًا وصرنا مولودون منه بابنه في روحه القدوس. لم تعد علاقتنا به بعد الآن علاقة خارجية بين خالق و مخلوق أو بين راع و رعية بل أصبحنا ورثة بيسوع المسيح في الروح القدس.

‘‘ليتقدس أسمك’’ :


بهذا الإعلان يتبرأ الإنسان من جريمة مخالفة وصايا الرب و تدنيس مقادسه و تدنيس اسمه فإنه مكتوب
"كَلِّمْ هَارُونَ وَبَنِيهِ أَنْ يَتَوَقَّوْا أَقْدَاسَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يُقَدِّسُونَهَا لِي وَلاَ يُدَنِّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ. أَنَا الرَّبُّ." (لا22: 2) و مكتوب أيضًا "فَتَحْفَظُونَ وَصَايَايَ وَتَعْمَلُونَهَا. أَنَا الرَّبُّ. وَلاَ تُدَنِّسُونَ اسْمِي الْقُدُّوسَ، فَأَتَقَدَّسُ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. أَنَا الرَّبُّ مُقَدِّسُكُمُ" (22: 31- 32).
قتقديس اسم الرب هو أولاً إعلان طهارة من دعي عليه اسم الله و أنه لم يدنس اسم الرب أي لم يجعل اسم الرب هُزءا في إسرائيل أو بين الأمم. "فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى الأُمَمِ حَيْثُ جَاءُوا نَجَّسُوا اسْمِي الْقُدُّوسَ، إِذْ قَالُوا لَهُمْ: هؤُلاَءِ شَعْبُ الرَّبِّ وَقَدْ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِهِ."(حز36: 20).
كما أن تقديس اسم الرب في وسط إسرائيل كان معناه إعلان سلطان الله علي الحياة و حمايته للأبرار لأنه يكرم  مكرميه "فَإِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي، وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ."(1صم2: 30).و مكتوب "اِسْمُ الرَّبِّ ‍بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ."(أم18: 10 ).
نجد في (التلمود البابلي: Talmud - Mas. Berachoth 40b ) نص يقول "قال Rab أي صلاة للبركة لا يذكر فيها اسم الرب لا تُعد صلاة للبركة". و هنا يتضح أن اسم الرب المقدس يقدس و يبارك أي شيء يُذكر عليه ذلك الاسم القدوس. ثم يُكمل النص "و مع ذلك قال رابي Johanan أي صلاة بركة لا يُذكر فيها إعلان مُلك الله لا تُعد صلاة بركة.قال Abaye : الرأي الذي قاله Rab هو الأكثر احتمالا؛ لأننا تعلمنا {أن نصلي قائلين} ‘‘أنا لم أتعدي وصاياك،و لم أنس يومًا، أي أنا لم اتعد وصاياك بأن أباركك، و لم أنس أن أذكر اسم عظمتك {أي اسم مُلكك عليَّ}.’’". كما أن ذكر اسم الشخص يعني أنه حاضر دومًا و فاعل "كُلُّ الأُمَمِ أَحَاطُوا بِي. بِاسْمِ الرَّبِّ أُبِيدُهُمْ." (مز118: 10).
و قد انتقل نفس المفهوم للعهد الجديد فنجدف بولس يقول للعجائز ان يعلمن الحدثات كل سبل الفضيلة  "لِكَيْ لاَ يُجَدَّفَ عَلَى كَلِمَةِ اللهِ."(تيطس2: 5). و أيضًا نراه يخاطب يهود رومية الداخلين المسيحية حديثًا قائلاً "الَّذِي تَفْتَخِرُ بِالنَّامُوسِ، أَبِتَعَدِّي النَّامُوسِ تُهِينُ اللهَ؟لأَنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ." (رو2: 24). و أما عن قوة الاسم وفاعليته يكفي ان نقرأ اصحاح17 من انجيل يوحنا لنعلم ما أهمية أن نكون محفوظين في (اسم الله).
و مازال إلي اليوم اسم الله المتجسد (يسوع) هو غذاء الروح و الجسد في غير وقت الأفخارستيا. و كمثال للتقوي المسيحية في علاقتها باسم يسوع دعونا نقرأ هذه الارباع من ابصاليات التسبحة في الكنيسة القبطية:
ابصالية يوم الاثنين ‘‘كل من يقول يا ربي يسوع كمن بيده سيف يصرع العدو.’’.
و من ابصالية يوم الثلاثاء التي تخبرنا ماذا يمثل اسم يسوع للنساك ‘‘هو يكون لهم طعام حياة تقتات به نفوسهم وأجسادهم معاٌ. هو يكون لهم ينبوع ماء حياة حلواٌ في حناجرهم أكثر من العسل. إذا أخبروا به تفرح قلوبهم وتزهر أجسادهم. إذا نطقوا به تستنير عقولهم وترتفع إلى العلاء قلوبهم.’’
لذا فإن تقديس المؤمن لاسم الله قولا و عملا  كمنهج و سلوك حياة هو أول علامات الاعتراف بالله ابًا. فليس من ابن ينادي اباه و يتكلم معه و هو يعقُّه.

‘‘ليأت ملكوتك’’ :  



يلخص الفكر اليهودي الملكوت في عدة نصوص يضعها معًا في تسلسل واصفًا صورة الملكوت  و هذه الصورة مرتبطة وثيقًا بمجيء المسيا و يمكن أن نصف صورة الملكوت كالآتي :

خروج الله من مسكنه و انتقامه من أعداء إسرائيل، مجيء المسيا و مسحه ملكًا علي إسرائيل، تقديس الله لشعبه و تطهيره للأرض، ثم ملك اليهود علي كل العالم[2]
 لكن الصورة الأخروية أو الملكوتية كانت صورة أرضية بحتة. و حينما نعرف أن بطرس و أندراوس و يعقوب و يوحنا بن زبدي هم أقارب مرقص الرسول و أن هذا الأخير هو سليل أرسطوبولس المكابي آخر حكام إسرائيل اليهود و الذي كان يتم إعداده ليسترد ملك آبائه[3] يمكننا أن ندرك ما سر أسئلة مثل :

"يَارَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟" (أع1: 6)، أو طلب مثل الذي طلبته أم ابني زبدي "قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ هذَانِ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ" (20: 21). و ليس أدل علي الصورة الأرضية عن الفكر الملكوتي من أختبار اليهود للسيد المسيح بسؤاله عن المرأة التي تزوجت سبعة أخوة و لم تنجب فَفِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنَ السَّبْعَةِ تَكُونُ زَوْجَةً؟ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِلْجَمِيعِ!" (مت22: 28).

و كانت مهمة الرب يسوع الأولى في حياته إعلان الملكوت ليس علي أنه الآتي في المستقبل بل علي أنه هو الواقع الحاضر نتيجة علاقة حية مع الله "وَلَمَّا سَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ:"مَتَى يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ؟" أَجَابَهُمْ وَقَالَ:"لاَ يَأْتِي مَلَكُوتُ اللهِ بِمُرَاقَبَةٍ،وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا ههُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ"." (لو17: 20-21).

ملكوت الله داخلنا لأننا أصبحنا مكان سكني الله و موضع راحته. أصبحت نفوسنا عرشه و مستقره. و كانت أهم مباديء إعلان ملكوت الله هو التسليم الكامل لمشيئته و إظهار هذا التسليم بطلبة "لتكن مشيئتك".و يعد طلب الملكوت في أول الصلاة هو تصديق من الرب علي حديثه "لكِنِ ‍اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ." (مت6: 33). فالرب يطبق أولاً ما يعلم به.

أعلن يسوع أننا نعيش الملكوت هنا علي الأرض لأن الله لا يعرف زمن فالله حينما دخل التاريخ وصل الزمان إلي ملئه أي نهايته و التحمت الابدية بالتاريخ و بدأ ملكوت الله في أحبائه بالفعل، ثم بعد ذلك تقدم يسوع خطوة أخري و رفع بعد ذلك نظر هؤلاء الأرضيون من ناحية الدهر الآتي قائلاً "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:"تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ. لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي السَّمَاءِ." (مت22: 32- 33). لقد أوضح لهم ان شهوات الأرض ليس لها مكان في الدهر الآتي.

‘‘لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك علي الأرض’’ :


نجد في (التلمود البابلي: Talmud - Mas. Berachoth 29b ) نصًا يقول "علمنا أساتذتنا الرابييون أنه حينما يمر رجل بمكان مليء بالوحوش أو عصابات قطاع الطرق فإنه يقول صلاة قصيرة .... يقول رابي أليعزر: أفعل مشيئتك من فوق في السماء، و أضمن الراحة لمن يخافونك علي الأرض، و أفعل الصالح في عينيك". وهنا كأن الإنسان يسلم حياته في يد الله قائلا إذا أردت لي الموت أو الحياة فإنني طوع يمينك.
و نجد في (التلمود البابلي: Mishna - Mas. Avoth Chapter 2) ما نصه: "أفعل مشيئة الله كما تفعل مشيئتك الخاصة. نحِ جانبًا إرادتك أمام إرادته، لكي ينحِ جانبًا  مشيئة الآخرين أمام مشيئتك". و هنا يرتبط عمل مشيئة الله كأمر صالح للإنسان بحفظ الله للإنسان في حياته فهو يحقق مشيئة الإنسان الذي يصنع إرادته و ينجح طريقه رغم أن هناك آخرين يريدون عرقلته.
و باختصار هي طلبة تعلن التسليم الكامل لله في كل الأمور. و في كل مكان في السماء و علي الأرض.

‘‘ خبزنا كفافنا أعطنا اليوم ’’ :


هكذا هي مكتوبة في ترجمة فاندايك و سميث (البيروتية) أو كما تترجمها بعض الترجمات الأخري "أعطنا خبزنا اليومي". لكن الترجمة القبطية عن الاصل اليوناني تترجمها هكذا (خبزنا الذي للغد أو خبزنا الآتي PENWIK N`TE RAC}) وهي ترد في اليونانية هكذا (Τν ρτον μν τν πιούσιον δς μν σήμερον) كما في أنجيل متي أو (τν ρτον μν τν πιοσιον δδου μν τ καθ' μραν·)  كما في إنجيل لوقا. و بينما ترد نهاية الطلبة في إنجيل متي (.... أعطنا اليوم  σήμερον) ترد هكذا في إنجيل لوقا (...... أعطنا كل يوم καθ' μραν·) وهي عمومًا لا تؤثر في معني الطلبة فالمصلي يطلب الخبز الآتي يوميًا أو يطلب من الله أن يقيته بالخبز يومًا فيوم، أما الكلمة المترجمة (كفافنا، الذي للغد، أو الجوهري ـ) هي كلمة πιούσιον.
و يعلق جون لايتفوت أحد أشهر دارسي الكتابات الرابينية و التلمودية علي هذه الجملة قائلاً :-‘‘و أعطنا خبزنا اليومي أي وفر لنا خبزنا الذي لليوم الآتي (الغد) لكي لا نهتم بالتخطيط للغد.’’[4]، و لكن بالرجوع لحديث الرب مع التلاميذ حيث قال " 31لذلِكَ لا تَهتمّوا فتقولوا: ماذا نأكُلُ؟ وماذا نشرَبُ؟ وماذا نَلبَسُ؟ 32فهذا يطلُبُه الوَثنيّونَ. وأبوكُمُ السَّماويٌّ يعرِفُ أنَّكُم تَحتاجونَ إلى هذا كُلَّهِ. 33فاَطلبوا أوَّلاً مَلكوتَ الله ومشيئَتَهُ، فيزيدَكُمُ الله هذا كُلَّه. 34لا يَهُمَّكُم أمرُ الغدِ، فالغدُ يَهتمٌّ بنفسِهِ. ولِكُلٌ يومِ مِنَ المتاعِبِ ما يكْفيهِ. "(متي 6، الترجمة العربية المشتركة )
نجد ان كلام الرب يسوع نفسه يؤكد أنه لا يحدِّث التلاميذ عن خبز مادي، و بالرجوع إلي صلاة الTefila نجد أنها تقول " أعطنا أن نأكل الخبز السماوي" و الخبز السماوي هنا المقصود به (المن) الذي أكله قديمًا بنو إسرائيل في البرية، و هذا  الخبز السماوي نقرأ عنه في مزمور78 "23فَأَمَرَ السَّحَابَ مِنْ فَوْقُ وَفَتَحَ مَصَارِيعَ السَّمَاوَاتِ 24وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ مَنّاً لِلأَكْلِ وَبُرَّ السَّمَاءِ أَعْطَاهُمْ. 25أَكَلَ الإِنْسَانُ خُبْزَ الْمَلاَئِكَةِ. أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ زَاداً لِلشِّبَعِ".
  و نقرأ عنه أيضًا في (يوحنا 6) "26أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: « الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: أَنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي لَيْسَ لأَنَّكُمْ رَأَيْتُمْ آيَاتٍ، بَلْ لأَنَّكُمْ أَكَلْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ فَشَبِعْتُمْ. 27 اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّذِي يُعْطِيكُمُ ابْنُ الإِنْسَانِ، لأَنَّ هَذَا اللَّهُ الآبُ قَدْ خَتَمَهُ». 28فَقَالُوا لَهُ: «مَاذَا نَفْعَلُ حَتَّى نَعْمَلَ أَعْمَالَ اللَّهِ؟» 29أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «هَذَا هُوَ عَمَلُ اللَّهِ: أَنْ تُؤْمِنُوا بِالَّذِي هُوَ أَرْسَلَهُ». 30فَقَالُوا لَهُ: «فَأَيَّةَ آيَةٍ تَصْنَعُ لِنَرَى وَنُؤْمِنَ بِكَ؟ مَاذَا تَعْمَلُ؟ 31 آبَاؤُنَا أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ أَعْطَاهُمْ خُبْزاً مِنَ السَّمَاءِ لِيَأْكُلُوا».32فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ، بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ،33لأَنَّ خُبْزَ اللَّهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ». 34فَقَالُوا لَهُ: « يَا سَيِّدُ، أَعْطِنَا فِي كُلِّ حِينٍ هَذَا الْخُبْزَ». 35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً............. 41فَكَانَ الْيَهُودُ يَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ لأَنَّهُ قَالَ: «أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ»....................  47اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. 48أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. 49آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا. 50 هَذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَلاَ يَمُوتَ. 51أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ». 52فَخَاصَمَ الْيَهُودُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: «كَيْفَ يَقْدِرُ هَذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَ؟» 53فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ، فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ. 54 مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، 55لأَنَّ جَسَدِي مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ. 56مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. 57 كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي. 58هَذَا هُوَ الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. لَيْسَ كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُمُ الْمَنَّ وَمَاتُوا. مَنْ يَأْكُلْ هَذَا الْخُبْزَ فَإِنَّهُ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». "
فالخبز السماوي كما هو واضح و كما قصده السيد المسيح هو (جسد المسيح ذاته ) ، هذا ما فهمته الكنيسة و عاشت عليه قرونًا . فهمت الكنيسة أن الخبز المقصود هنا ليس هو ذلك الذي يفني بل هذا الذي يبقي إلي الأبد أي جسد الرب المكسور علي المذبح كل يوم حبًا فينا.[5]
يقول القديس أثناسيوس الرسولي :-
‘‘لأنه كم عدد الذين يكفي جسده مأكلاً [ماديًا] لهم حتى يصير طعامًا للعالم أجمع؟
لذلك، فقد لفت انتباههم إلى صعود ابن الإنسان إلى السموات، لكي يبعدهم عن التفكير المادي،ولكي يتعلَّموا أن الجسد الذي تكلَّم عنه هو طعام سماوي من فوق، ومأكل روحي معطَى منه.’’(الرسالة الرابعة إلي سيرابيون 19). 

‘‘ولا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير’’ :



ليست الجملتين منفصلتين عن بعضيهما بل هما وحدة واحدة بلاغية أو بمعني آخر هي نفس الطلبة لكن بصيغتين مختلفتين فطلب اليهودي من الله ألا يدخله في تجربة هو نفس طلبه أن ينجيه الله من الشرير" يَا إِلهِي، ‍نَجِّنِي مِنْ يَدِ الشِّرِّيرِ، مِنْ كَفِّ فَاعِلِ الشَّرِّ وَالظَّالِمِ." (مز71: 4)، "وَمِنْ إِنْسَانِ غِشٍّ وَظُلْمٍ ‍نَجِّنِي."(مز43: 1)، و"نَجِّنِي مِنْ فَاعِلِي الإِثْمِ، وَمِنْ رِجَالِ الدِّمَاءِ خَلِّصْنِي" (مز59: 2). فقرار الله أن يترك الإنسان لشره هو عينه سقوط الإنسان إذ انه يقف بلا درع في الحرب. لذلك نري داود يصلي "أَسْرِعْ أَجِبْنِي يَا رَبُّ. فَنِيَتْ رُوحِي. لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي، فَأُشْبِهَ ‍الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ.[6]" (مز143: 7).
و مثل هذه الطلبة نجدها في (التلمود البابلي: Talmud - Mas. Berachoth 60b). حيث يطلب اليهودي قائلاً "لتكن مشيئتك يا إلهي. ثبتني في ناموسك و ألصقني بوصايك. لا تدخلني في خطية أو إثم أو تجربة أو مهانة.و نجني من الرجل الشرير و من رفيق السوء.و أملني لسبل الخير و حسن الرفقة ".
و كما قلنا سابقًا هي نفس الطلبة في صيغ مختلفة تؤدي لنفس النتيجة وهي حماية الله للإنسان من سبل الشر و من روادها الاشرار.

‘‘و أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا’’ :


في الأصل اليوناني لأنجيل متي الكلمة المترجمة ذنب هي الكلمة φιλήματα و التي تعني "ديون". و في الأدب اليهودي و الكتابي عمومًا ما تشَبّه الخطية بالدين الذي للسيد علي عبده أو للعبد علي أخيه[7] ، لكن إنجيل لوقا ترجمها أثام أو خطايا   μαρταςكي تكون مفهومة للعقلية غير اليهودية. و هنا يطلب المؤمن من الله أن يعامله بمبدأ الرحمة كما يعامل هو أخاه بنفس المبدأ. و كما ذاق المؤمن حلاوة غفرانه لأخيه الذي أخطأ في حقه يطلب من الله أن يذيقه هو أيضًا حلاوة الغفران الإلهي.

 ‘‘بالمسيح يسوع ربنا’’ :

و بالقبطية تعني Qen Pi`,rictoc Ihcouc Pensoic . هذه الجملة هي إضافة طقسية علي الصلاة الربانية تنفرد بها الكنيسة القبطية دون باقي الكنائس التقليدية. و قد تعودت الكنيسة أن تختم كل صلواتها و طلباتها باسم يسوع المسيح. فكل ما نطلبه من الآب نطلبه باسم يسوع مؤمنين بتحقيقه و كل مجد للآب هو بالابن كما علمنا هو ـ أي الابن ـ نفسه (يو14 : 13 - 14 ) .
نحن لا يمكننا أن نتقدم إلي الآب إلا كأعضاء ابنه الوحيد فبه فقط نتقدم، نتقدم لأننا من لحمه و من عظامه (أف 5: 30). نتقدم بثقة لأنه رئيس كهنتنا الذي رفع جسده ذبيحة مقبولة عن خلاص جنسنا. ((14فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَار{شهادة الإيمان}ِ. 15لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ.16فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ.)) (عب 4).
إذا طلبنا الا ندخل في تجربة لابد أن نطلب باسم من جُرب و انتصر، و إذا أعطينا المجد و التقديس لله فلابد أن نسجد باسم يسوع (في 2: 10 - 11). و إذا طلبنا الملكوت فيسوع هو ملكوتنا و طريقنا لحضن الآب. وهو خبزنا المُحي و غافر خطايانا.

‘‘لأن لك الملك و القوة و المجد إلي الأبد آمين.’’ :


 أنفرد انجيل متي بالذوكصا (المجدلة) في ختام  الصلاة الربانية وهي تسبحة مضافة علي نص الصلاة كما دونها إنجيل متي وهي غير موجودة في كلا المخطوطتين السينائية و الفاتيكانية[8] وهي غير موجودة أيضًا في إنجيل القديس لوقا و أعتقد أن عدم تسجيلها لم يتم عن إهمال أو عدم معرفة بل بالأحري لأن الذوكصا تنتهي بتمجيد و إعلان مُلك واحد آخر غير قيصر و هذا في نظر الرومان جريمة تستوجب الموت[9] . و لكن من حيث مناسبة وضعها في نهاية الصلاة فهي تكمل فعلاً مفهوم صلاة الملكوت، وهي تليق أن تكون سببًا لكل دعاء بمفرده. فمثلاً ليتقدس اسمك لأن لك الملك، ليأت ملكوتك لأن لك الملك وهكذا. فهي داخلة في صميم المضمون، كذلك القوة فهي علة الاستجابة لكل صلاة[10]

و حقيقة ليس أجمل من ختام لأي صلاة أفضل من تمجيد الله و إعلان ملكوته فالتمجيد هو عمل الملائكة و ديدن أهل السماء و تاج العبادة علي الأرض وهي تسبحة الكنيسة للمصلوب في أكثر لحظات حياته ضعفًا[11].


  











[1] أثناسيوس المقاري (الراهب) القداس الإلهي سر ملكوت الله، الجزء الثاني، الطبعة الأولي، ص 900.
[2] لمعرفة تفاصيل اكثر عن هذا الموضوع أنظر: مجلة مدرسة الاسكندرية،السنة الرابعة 2012، العدد الثاني،ص103- 105 
[3] محاضرة للقمص مرقص البرموسي في تاريخ الكنيسة، دورة أعداد الخدام التابعة لأسقفية الشباب،الأسكندرية،الكنيسة المرقصية، صيف 2008.
[5] في لحن قديم و بديع ترتل الكنيسة القبطية قائلة ‘‘خبز الحياة الذي نزل لنا من السماء، وهب الحياة للعالم.  وأنت أيضاً يا مريم حملت في بطنك المن العقلي الذي آتي من الآب.  ولدتيه بغير دنس وأعطانا جسده ودمه الكريم فحيينا إلى الأبد.  يقوم حولك الشاروبيم والسيرافيم ولا يستطيعون أن ينظروك. ونحن ننظرك على المذبح اليوم ونتناول من جسدك ودمك الكريم. ’’
[6] الهبوط في الجب أو الهاوية هو أحد التعبيرات البلاغية أو الاستعارات عن الموت.
[7] أنظر مثلا (مت 18: 23- 35)، (لو7: 41- 42)
[9] بنيت رأيي حول سبب عدم تسجيل المجدلة في إنجيلي متي و لوقا علي أساس أنها وجدت في صلوات الديداخي (تعاليم الرسل الإثني عشر) وهي وثيقة معاصرة لكلا الإنجيلين فبينما يرجح Jean-P. Audet أنها كتبت ما بين 50 و 70 م يعود بها Udo Schnelle  إلي 110م و لكن أغلب الآراءترجح أنها كتبت في نهايات القرن الأول الميلادي. هذا و تضع الآراء العلمية زمن كتابة إنجيلي متي و لوقا في نهايات القرن الأول أي نفس الفترة الزمنية التي يرجح العلماء أن الديداخي كتبت فيها (لمعرفة أكثر عن تاريخ كتابة إنجيلي متي و لوقا أنظر المدخل إلي العهد الجديد للدكتور القس فهيم عزيز، و أيضًا المدخل الممتاز علي كلا الإنجيلين في الترجمة اليسوعية للكتاب المقدس).كما أن هذه الذوكصا وجدت في مخطوطة واشنطن وهي مخطوطة تعود لنفس الحقبة الزمنية للمخطوطتين السينائية و الفاتيكانية (أنظر مرجع سابق حاشية 8).
[10] الأب متي المسكين، الإنجيل بحسب القديس متي دراسة و تفسير و شرح، نسخة الكترونية، ص 276.
[11] تستبدل الكنيسة القبطية مزامير صلاة السواعي في أسبوع الالام بتسبحة جميلة عزيزة علي كل الشعب القبطي و هي تسبحة مشتقة من المجدلة في الصلاة الربانية  وهذه التسبحة هي ‘‘لك القوة و المجد و البركة و العزة إلي الأبد آمين ... يا عمانوئيل إلهنا و ملكنا.’’ و دائمًا ما تشدد الكنيسة علي ملكوت الرب يسوع علي حياتها حتي و إن كان فوق صليب العار فلمن تذهب الكنيسة و الحياة الأبدية هي عند واحد فقط هو حبيبها و فاديها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الخلاص كما تشرحه التسبحة القبطية

شروحات و تأملات علي الليتورجيا (صلاة الشكر)

الأصحاح الأول من سفر التكوين ... بين العلم و الكتاب المقدس