الأصحاح الأول من سفر التكوين ... بين العلم و الكتاب المقدس

عارف أن بلدنا الحبيبة مصر بتمر بلحظات حاسمة في تاريخها . لكن بعد ما واجهت عدة اسئلة من كذا واحد من أخوتي حول الأصحاح الأول من سفر التكوين و مدى علاقته بالعلم لقيت اني لازم اكتب عن الموضوع و اسمحولي أكتب بلغة عامية يفهمها الكل .




 الأصحاح الأول في سفر التكوين ملوش دعوة بالمجرات الكونية و لا الشهب و الابخرة السديمية ولا ازاي ربنا خلق العالم و ترتيب خلقة الحيوانات و مينفعش تعد تفسر اشياء شايفها العلم الخاطئة و  تقعد تقولي السبع ايام بيمثلوا سبع حقب جيولوجية و تفسرلي ازاي النور موجود قبل الشمس و النجوم  و ازاي الانسان صورة الله و في الروح ولا في الجسد مفيش الكلام ده ، مش ده هدف الاصحاح خالص مالص . بالعكس ابسوليوتلي .

الأصحاح بيتكلم بلغة طقسية يعني ايه ؟
يعني بيصور ربنا و كأنه بناء بيبني معبد او هيكل له ليسكن فيه اللي هو (السموات و الارض)

و بعدين بيبتدي يوصف ازاي ربنا بيبني المعبد أو الهيكل ده :

أول حاجة ان ربنا بينتصر على أعداء الإنسان (الظلام و الفوضى و المياه العميقة الغريقة) و كله ده بفعل روح الله اللي هي روح الحياة (الروح القدس). عشان كده متقلش ان الله خلق المياه. 

2- تقولي النور اتخلق ازاي قبل ما يكون فيه شمس ؟ ارد و اقولك الموضوع مش معضلة علمية ولا حاجة ... حضرتك لو قمت بدري شوية الصبح قبل ما تطلع الشمس حتلاقي في نور موجود و مفيش لا شمس ولا نجوم عادي يعني من غير لا سحر ولا شعوذة و نفس الموضوع بيحصل بليل الشمس بتغيب و يفضل في نور طبيعي دي مش معضلة يعني خصوصا للقاريء اليهودي العادي.

3- ربنا بيجي على المياه و يقوم قاسمها نصين واحد فوق وواحد تحت و بيحجز النص اللي فوق عن النص اللي تحت بانه بيحط سقف قوي مسطح كبير اسمه (السماء) عشان يحجز المياه فوق متنزلش تحت و عشان كده تلاقي ان في قصة الطوفان السفر بيقول ان الله فتح كوى السماء يعني عمل في السقف فتحة تنزل منها الماية
و بعدين ربنا بيعمل يابسة فوق الماية اللي تحت عشان تبقى شبه السقف القوي اللي بيحجز الماية اللي فوق.

4- و بعدين ربنا قال للارض تطلع نباتات مختلفة اللي هي بعد كده حتبقى غذاء سكان الارض من حيوانات و بهائم و بشر.

5- ربنا بعد كده في اليوم الرابع بيركب لمبات و نجف في السقف الصلب اللي هو السماء زي ما أي واحد بيحط منارات أو لمبات و نجف في سقف المعبد ، و النجف و اللمبات دي اسمها شمس و قمر و نجوم  وهي اللي حتبدي الناس تستخدمها عشان يحسبوا الوقت.

6- و بعدين ربنا بيحط سكان لمجتمع المياه اللي تحت اللي هما الاسماك و البرمائيات و بيحط سكان للمياه اللي فوق  اللي هما الطيور

      
7- و اخيرا ربنا خلق سكان الارض اللي هما الحيوانات و البشر و زي ما خلى لكل المخلوقات نسل شبهها هو كمان خلق لنفسه حد شبهه اسمه الإنسان و ده في منه ذكر و انثى زي باقي الحيوانات اللي اتخلقت معاه. و الإنسان ده هو حيبقى سيد الكون كله او ظل ربنا في الارض يعني ... الله سيد الكون كله و ابنه الانسان ملك و سيد على الارض كلها (حاجة كده شبه موضوع ان المصريين القدماء كان عندهم إله و بعدين لما يقيموا ملك على مصر يقولوا انه ابن الإله و يخلو الناس تخضع له وممكن يوصلوا لحد عبادته).  
 و الإنسان صورة الله (ظله) و شبهه أو مثاله يعني ببساطة (تأمل الإنسان في تألقه ترى الله في ابداعه) .

8- اخيرا بقى السبع ايام بتاعة الخليقة هي سبع ايام حرفية يعني ربنا خلق الدنيا في اسبوع . تقولي ازاي فهمني يعني ؟
اقولك مش قلنا في الأول ان الله خلق معبد اسمه السموات و الارض ... زمان بقى في الشرق القديم كان سبعة هو الرقم الكلاسيكي المتعارف عليه في بناء المعابد و الهياكل بتاعة الآلهة   يعني مهما المعبد أخد بُناه سنين او شهور لما يجوا يكتبوا عنه يقولوا انه اتبنى في سبع ايام لأن سبعة رقم يرمز للكمال ... يعني افرض معبد اتبنى في شهرين او سنتين لما يكتبوا عنه  يقولوا انه اتبنى في سبع ايام برضه. و لأن الكون هو المعبد اللي بناه الله فاتكتب انه  برضه اتخلق في سبع أيام.

9- لأن الأصحاح بيتكلم بلغة طقسية فهو بيصور ايام الخليقة و كأنها لحن طويل كل ما ربنا يخلص حتة يجي مرد الحتة دي (و رأى الله انه حسن) ... يعني زي مثلا ما ابونا يقول طلبة او اوشية فاحنا نقول كيرياليسون .

أرجو أن تكونوا قد استمتعتم بهذا الفاصل و متدخلوش نفسكم مع اي حد في مشاكل علمية عن الخليقة و ايامها و عصورها لأن الأصحاح الاول مش بيقول حقائق علمية اشرحوه ببساطة زي ما انا شرحت فوق مش حتلاقي فيه مشاكل خالص.

.
اللي عنده اسئلة يتفضل ان تحت الطلب و الأمر





تعليقات

  1. مساء الفل ..
    أحب بس في الاول اقول حاجة ان انت كلامك جميل في معظم الحاجات ماعدا التالي ذكره ولكن احب اذكرك ان احنا تجادلنا في موضوع اخر وليس هذا ما اذا كان هذا الجدال مع أناس آخرين ( حلوة الحتة الفصحي دي ) :)
    اولا : علي لسان تفسير ابونا تادرس يعقوب والذي تحققت بنفسي من وجود مثل هذه الكتب في المكتبات وتثبت بالفعل ما تزعم اثباته :
    حاول كثير من الدارسين الغربيين تأكيد أن ما ورد في سفر التكوين لا يتنافى مع الحقائق العلمية حسب الفكر الحديث، ورأي البعض أن ما ورد من تسلسل في الخليقة كما جاء في التكوين يطابق الفكر الخاص بتطور الخليقة بدقة بالغة... وقد صدرت أبحاث كثيرة في هذا الشأن كتب بعضها علماء ورعون، لكنني لست أود الدخول في تفاصيل تبعد بنا عن تفسير كلمة الله. وقد سبق فأصدرت كنيسة الشهيد مارجرجس باسبورتنج بحثًا مبسطًا للأستاذ الدكتور يوسف رياض، أستاذ بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، تحت عنوان: "التوافق بين العلم الحديث والكتاب المقدس"، تعرض لهذا الموضوع في شيء من البساطة والإيجاز، كما قدمت أسقفية الشباب كتيبًا عن: "ستة أيام الخليقة" للدكتور فوزي إلياس.
    فالكتاب المقدس حقائقه علمية بالفعل ولا يوجد تعارض ..
    ثانيا : بالنسبة للنقطة رقم 2 الخاصة بالنور فوجود النور عند الشروق او الغروب نابع من الشمس التي لم تغرب بكاملها عن جزئك من الكرة الارضية بل ما زالت تبعث اشعتها علي الزاوية المعروضة من جزئك ما يفسر انك لا تري الشمس ولكن الضوء يسير في خطوط مستقيمة فلا تزال تري اشعتها تعبر امامك في السماء ...
    اما وجود النور قبل تكوين الشمس ( خلقة الله للنور قبل الشمس) فهي حقيقة علمية مؤكدة
    وايضا علي لسان تفسير ابونا تادرس يعقوب :: إلي سنوات قليلة كان بعض العلماء يتعثرون في هذه العبارة قائلين كيف ينطلق النور في الحقبة الأولي قبل وجود الشمس، إذ كان الفكر العلمي السائد أن النور مصدره الشمس، لكن جاءت الأبحاث الحديثة تؤكد أن النور في مادته يسبق وجود الشمس، لهذا ظهر سمو الكتاب المقدس ووحيه الإلهي، إذ سجل لنا النور في الحقبة الأولي قبل خلق الشمس، الأمر الذي لم يكن يتوقعه أحد.
    في اختصار يمكن القول بأن الرأي العلمي السائد حاليًا أن مجموعتنا الشمسية نشأت عن سديم لولبي مظلم منتشر في الفضاء الكوني انتشارًا واسعًا (السديم هو سحابة من الغازات الموجودة بين النجوم). ولذلك فمادة السديم خفيفة جدًا في حالة تخلخل كامل، لكن ذرات السديم المتباعدة تتحرك باستمرار حول نقطة للجاذبية في مركز السديم، وباستمرار الحركة ينكمش السديم فتزداد كثافته تدريجًا نحو المركز، وبالتالي يزداد تصادم الذرات المكونة له بسرعة عظيمة يؤدي إلي رفع حرارة السديم. وباستمرار ارتفاع الحرارة يصبح الإشعاع الصادر من السديم إشعاعًا مرئيًا، فتبدأ الأنوار في الظهور لأول مرة ولكنها أنوار ضئيلة خافتة. هكذا ظهر النور لأول مرة قبل تكوين الشمس بصورتها الحالية التي تحققت في الحقبة الرابعة (اليوم الرابع)... لقد ظهر النور حينما كانت الشمس في حالتها السديمية الأولي، أي قبل تكوينها الكامل.
    و كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم في القرن الرابع جاءت مطابقة لاكتشافات القرن العشرين، إذ قال: [نور الشمس التي كانت في اليوم الأول عارية من الصورة وتصورت في اليوم الرابع للخليقة}
    ثالثا النقطة رقم 3 تقول ان ربنا بيعمل اليابسة فوق الميه اللي تحت .. خطأ
    لا ادرك من اي مصدر اتيت بهذا الكلام ولكن مصدري هو : وقال الله: لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد، ولتظهر اليابسة. وكان كذلك ( تك 1 : 9 )

    ردحذف
    الردود
    1. • الأصحاح الأول من سفر التكوين يحوي من الناحية العلمية البحتة يحتوي عدة امور مختلفة عن العلم:


      1- خلقة الطيور جاء قبل خلقة الحيوانات البرية و علميًا حدث العكس أن الطيور جاءت بعد الحيوانات البرية

      2- اللفظة المترجمة سماء جذرها العبري معناه الشيء الصلب المسطح ( expanded firmament ) و ده غير علمي تماما.

      3- أن السفر بيقول أن كان الكون كله مياه و الله قسم المياه نصفين نصف فوق محجوز بالجدار او السقف الصلب اللي اسمه السماء و النصف الاسفل الذي ظهرت منه اليابسة.

      و كل هذا يضعنا في مواجهة صادمة مع العلم و هو ما يمكن تجنبه إذا قرئنا السفر بعيدًا عن العلم.

      • حضرتك فسرت كلامي عن النور من الناحية العلمية ايضا و قلت انه نور الشمس رغم انك لا تراها و أنا اعلم ذلك جيدا . لكن ما قلته ان وجود النور بدون وجود شمس ليس شيئا غريبا بالنسبة للرجل العادي ، معنى كلامي ان وجود نور قبل الشمس لا يشكل معضلة علمية لكي تسعى لحلها لأن الأمر ليس غريبا على المشاهد العادي فقط. و لكن انا ليس عندي مشكلة مع التفسير العلمي بوجود سديم تشكل ليصبح شمسا في اليوم الرابع .

      • بالنسبة للنقطة 3 أعتقد أن التعبير العامي خانني أو انك أسأت فهمه أنا لم اقصد أن الله خلق ارضا لكن قصدت فقط ان الارض ظهرت فوق الماء اي اني لم اقصد شيء مختلف عن نص الكتاب المقدس.

      تحياتي

      حذف
    2. شكرا أولاً طبعا لكاتب التدوينة ..

      ثانياً شكرا لحضرتك على موضوع السديم دا .. لأنى وقعت فى مناقشة مع واحد ملحد قبل كدة ووقفنا عند حتة النور قبل الشمس .. وبصراحة ماكنش عندى رد خالص ..

      ممكن احصل منين -بصورة سوفت كوبى أو هارد كوبى- على الكتب اللى حضرتك ذكرتها فى معرض حديثك فى التعليق دا ؟؟

      وشكرا :)

      حذف
  2. مساءاا .. وشكرا علي الرد !
    بالنسبة
    لرقم 1 :ارجو التوضيح بأدلة علمية علي ان تم خلقة الحيوانات البرية والدابات والبهائم اولا ثم بعد ذلك الطيور والزحافات !!
    رقم 2 : كلمة Firmament تعني بالانجليزية " سماء " وليس سطح صلب ارجو الاتيان بالكلمة من جذورها العبرية باللغة العبرية وانا سأقوم بترجمتها !!
    رقم 3 : لا أفهم نقطة التعارض مع العلم : "وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه " والله فصل المياه فوق وتحت وجمع التي تحت لتظهر اليابسة ( ولم يذكر ان الكون كله مياه .. كما سبق ان ذكرت ) !!
    شكرا !!
    CANDY
    "التوافق بين العلم الحديث والكتاب المقدس" ليوسف رياض موجود في كنيسة الشهيد مارجرجس باسبورتنج بالاسكندرية ..
    "ستة أيام الخليقة" للدكتور فوزي إلياس بمكتبة الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل بالاسكندرية ..
    وحقيقة لا اعرف مصدر سوفت كوبي لهم ممكن حضرتك تجربي Google Search
    عفوا :) !!

    ردحذف
  3. سلام و نعمة

    آسف على التأخير التأخير في الرد لظروف امتحاناتي

    بالنسبة لرقم 3 - آسف ايضا إن خلنني ا لتعبير انا قصدت (الارض) في المحاورة و لم اقصد الكون بمعناه الشامل

    يصور السفر في اصحاحه الأول الارض و هي في حالة فوضي اولية مائية و فصل المياه نصفين نصف جعله في الأعلى و حجزه بالسماء و نصف في الأ سفل و من الناحية العلمية فوق السماء ليس هناك مياه بل الفضاء
    فكرة المياه فوق الجلد و محجوزة بسقف صلب هي التي جعلت كاتب سفر التكوين يستخدم عبارة مثل (وَانْفَتَحَتْ طَاقَاتُ السَّمَاءِ تكوين7: 11) و كأن هناك شباكا او فتحة تم فتحها في جدار السماء فنزلت منها المياه الى اسفل .ارجو أن يكون اتضح قصدي


    رقم 2- ال firmament و التي ترجمت (جلد) هي الكلمة العبرية רקיע تعني سطح صلب ممتد و ذلك بحسب قاموس نت بايبل
    http://classic.net.bible.org/strong.php?id=07549

    و رالجذر اللغوي يعني الشيء الذي يتم طرقه بشاكوش ليكون مسطحا كالمعدن أو غيره راجع الرابط التالي
    http://classic.net.bible.org/strong.php?id=07554

    أما بالنسبة للكلمة الانجليزية في حد ذاته فجذرها اللغوي هو firm بمعنى الشيء الصلب او المتماسك

    رقم 1- الطيور و الزحافات في الأصل العبري جاء هنا كمخلوقات مصاحبة لأماكن الماء (الطيور بقرب الماء الذي فوق) و الزحافات وهي الحيوانات المائية و ليس الحيوانات البرية التي تزحف على الأرض و الكلمة زحافات في الاصل العبري اقرب الى معنى (تتزحلق) ثم بعد ذلك تأتي حيوانات البرية

    و من الناحية العلمية كانت الحيوانات المائية كالاسماك و الزواحف هي الاولى ثم بعد ذلك الحيوانات البرية ثم بعد ذلك الطيور
    http://tolweb.org/Terrestrial_Vertebrates/14952,

    و كلمة التنانين العظام في العبرية هي بالاساس تشير الى المخلوقات المائية الكبيرة التي تعيش في الماء و ليس الى الديناصورات البرية
    و يمكنك مراجعة ترجمة نت بايبل هنا https://net.bible.org/#!bible/Genesis+1:19
    و هذه النوعية من المخلوقات ذكر أحدها بعد ذلك في الكتاب المقدس و هو (لوياثان الحية المتحوية)

    أرجو أني وفيت الرد
    ..........
    ملحوظة : إذا كان غرضك من المحاورة اثبات اني على خطأ فاسمح لي بلا اكمل النقاش لأنه من البديهي وقتها أن أحدنا لن يقنع برأي الآخر أما إذا كان غرضك ان نتعلم من المحاورة لكي نصل إ لى نظرة مشتركة في اي اتجاه فاهلا و سهلا بك يا صديقي :)




    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شروحات و تأملات علي الليتورجيا (صلاة الشكر)

اربع طرق لتفسير الكتاب المقدس : مع شرح صوفي لـ (تكوين1 : 1)